طالبت أسرة المسجل خطر "إبراهيم الأبيض" النائبَ العام في مصر بوقف عرض الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه، معتبرين أن نهاية أحداث الفيلم تتناقض مع القصة الحقيقية؛ إذ إن إبراهيم الحقيقي قضى آخر سنوات عمره يعبد الله، ويتوب إليه إلى أن وافته المنية.
ونظمت أسرة المسجل الخطر "إبراهيم الأبيض" وقفةً احتجاجية أمام نقابة الصحفيين المصريين، طالبت خلالها بمنع عرض الفيلم، وأكدت أن الفيلم ليس فقط يحمل اسم ابنهم، الذي توفي منذ 3 سنوات، ولكنه يقتبس الجزء الأكبر في أحداثه من حياة ابنهم.
وقال طارق ومحمد الأبيض أشقاء "إبراهيم الأبيض" -في مقابلة مع برنامج "الحياة مع رولا"، على قناة "الحياة" الفضائية- إنهما رفعا دعوى قضائية ضد مؤلف الفيلم عباس أبو الحسن، الذي أنكر ذلك في كثيرٍ من وسائل الإعلام.
وأظهر الشقيقان ورقةَ الإنذار التي تسلمها أبو الحسن منذ فبراير، وذلك بدعوى استخدامه قصة حياة شقيقهما دون إذن مسبق من أسرته.
وقال شقيقا الأبيض إن الفيلم أظهره في كثيرٍ من المشاهد بشكلٍ غير حقيقي، "فإبراهيم مات بشكلٍ طبيعي في منزل والده، ولم يقتل بهذا الشكل".
واعترضا أيضًا على طريقة وفاة والدهما ووالدتهما خلال الأحداث، معتبرين أن أسرته تعيش باحترام، فإبراهيم لديه شقيق مهندس، وأخت تعمل في مجال الطب بالرغم من أنهم من ساكني العشوائيات.
إساءة للأسرة
وقال طارق الأبيض "بالرغم من سلوكيات إبراهيم الخارقة للقانون في الماضي، ولكن الفيلم جعلهم مادة للسخرية والمعايرة من الآخرين وشوه صورتهم الحقيقية، ولم يراع المساس بحقوقهم الإنسانية والأدبية".
ولكنه اعتبر أن شركة "جود نيوز" -منتجة الفيلم- لا تعلم بأن القصة مسروقة، ولذلك فهو لا يتهمها بهذا الشأن، ولكنه يتمنى أن يقوم النائب العام بوقف الفيلم الذي يسيء لأسرتهم بالكامل، وقد يدمر حياة أشقائه، نتيجة بعض الأحداث الخاطئة فيه.
وأكد أن إبراهيم كان بالفعل له سوابق عديدة وسجن عدة مرات وارتبط بقصة حب مع ابنة تاجر مخدرات، ولكنه تزوج من والدتها، وأنه قضى ما تبقى له من حياته بشكلٍ طبيعي، وابتعد عن العنف والجريمة، واتجه إلى الله سبحانه وتعالى حتى وافته المنية في منزل والده بشكلٍ طبيعي دون أن يقتل بهذا الشكل.
أما أخوه محمد، فقد أكد بأنه عرض على أسرة الفيلم قبل بدء التصوير أن يجلسوا معهم للحديث عن التفاصيل، حتى يتسنى لهم معرفة الحقيقة، وأنهم وعدوه بذلك، لكن هذا لم يحدث.
للكبار فقط
على جانب آخر، عاب الناقد السينمائي المعروف رفيق الصبان على صنَّاع الفيلم عدم كتابة عبارة "للكبار فقط"، معتبرًا أنه غير مناسب للأطفال.
وقال الصبان -في مداخلةٍ هاتفية مع البرنامج- إنه بعد مشاهدته للفيلم اتصل بابنه على الفور، ونصحه بعدم دخول الفيلم مع أولاده لأنه غير مناسب على الإطلاق للصغار، مشيرًا إلى أنه كان يتوجب على صنَّاع العمل أن ينبهوا لذلك.
وهو الأمر الذي اعترف به السقا –ضمنًا- من قبل، حينما أكد أنه رفض أن يشاهد ابنه الفيلم لأنه لا يليق بسنه.
غير أنه رفض الاعتراف بأن قصة الفيلم حقيقية، معتبرًا أن كل ما قيل عن وجود شخص حقيقي يُدعى "إبراهيم الأبيض" هي مجرد شائعة فقط، مؤكدًا أن العشوائيات تحتوي على الكثير من هذه النوعية، ولكن كل ما يكتب ليس له أساس من الصحة.
جدل "الجزيرة"
يذكر أن الاعتراض الذي يواجهه السقا من أسرة "إبراهيم الأبيض" لم يكن الأول له؛ حيث سبق ولاقى اعتراضًا من قبل على فيلمه السابق "الجزيرة"، الذي تم الاعتراض عليه في وقتها من أسرة "خُط الصعيد - عزت حنفي"، والذي كان من أكبر تجار المخدرات في صعيد مصر.
وحُكم على عزت حنفي بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم فيه هو وشقيقه "حمدان" بسجن "الجربانيات" بمنطقة برج العرب، ليغلق ملف إمبراطور النخيلة إلى الأبد.
ويقدم فيلم "إبراهيم الأبيض" للمخرج مروان وحيد حامد أجواء بوليسية عنيفة ولحظات سينمائية يسيل منها الدماء على خلفية اجتماعية سوداء، تخترقها قصة حب لا تكتمل في عالم هامشي خيالي.
ويجسِّد السقا في الفيلم دور إبراهيم الأبيض الذي أوصته أمه وهو طفل بعد مقتل والده على يد المعلم الذي كان يعمل عنده "ألا يترك أحدًا يدوس عليه، ولو مرة واحدة"، لأنه إذا حصل ذلك مرة واحدة فسيدوم طوال العمر.
ويسعى إبراهيم للانتقام لوالده، ويحاول أن يحقق ذاته في مواجهة مجتمعٍ لا يرحم، فيتعرض لعديدٍ من المشاكل ما يدفعه للعمل مع العصابة التي قتل زعيمها والده، بهدف الانتقام والتقرب من الزعيم الذي يستخدمه في أخطر العمليات ليتخلص منه.